احفاد (النورسي) ، نحو خط الاستواء ..
د. وائل احمد خليل الكردي
Wailahkhkordi@gmail.com
ورد في اسطورة قديمة (أن أما اضاعت ولدها , فالتقت الذئبة فسألتها عنه ، فأجابت انها شاهدته ، ففرحت الام وقالت : اين هو ؟ فضحكت الذئبة وقالت : اكلته ) .. وهكذا تم أكل افريقيا فضاعت فرحة الأم بالعثور على وليدها ، ويا ليتها ما فرحت .. ولنبدأ الامر من اوله ..
لم يكن يوما قيام دولة اسرائيل هدفا بذاته وغاية ، إلا لدى بني اسرائيل وحدهم .. فدول اوروبا التي سعت واصدرت القرارات في انشاء دولة اسرائيل ، قد خالفت بذلك مبادئها الموروثة منذ عصر النهضة والتنوير ، حيث أن هذه الدول منذ الثورة الفرنسية صارت عقيدتها الرسمية هي الوضعية التجريبية التي جعلتهم يرفضون تماما اي تدخل لحق سامي أو تعاليم لاهوتية في ادارة الدول وبناء نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الاخلاقية .. لقد صار كل هذا عندهم شانا انسانيا صرفا ، ومحكوم بمجريات العلم التجريبي والحق الطبيعي والتحقق المادي ولا شيء وراء ذلك .. وحتى الولايات المتحدة الامريكية ساد فيها الفكر الأداتي البرجماتي الذي لا يؤمن بمعيار سوى النجاح في تحقيق المصلحة الشخصية بغض النظر عن القيم والاخلاق والدين .. فكيف بالله يدعون ويدعمون ويحاربون من أجل قيام دولة على كيان لاهوتي بالكامل .. اذن ، فالغرض من بناء دولة اسرائيل لدى الأوروبيين والامريكان هو بخلاف الحق اللاهوتي الممنوح لهم في الاسفار المقدسة .. وانما اقتضت المصلحة العملية لديهم أن يزرعوا كيانا في قلب الشرق الاوسط يكون مركزا للهيمنة الاقتصادية والسيادة السياسية والقيادة الادارية على منطقة تتوسط العالم وتمسك بعظم خيراته .. لذا كان لابد ان يكون الوعد بالقيام لدولة إسرائيل مزودا بضمانات الاستثمار المالي الثر .. على أن لا يكون هذا الاستثمار على ارض الاحتلال نفسها وانما على ارض لا تتطأها كثيرا ارجل الرأسمالية في العالم بصورة منفرده .. ومن هنا استغلت اسرائيل ومن ورائها أوروبا وامريكا غياب رؤوس الأموال العربية في افريقيا لتدخل هي إليها عبر شركات استثمارية متعددة الجنسيات حتى تتفرق الدماء بين الدول ، ولكنه في الاصل بمال مساهمة إسرائيلي بنسبة غالبه .. والان يأتي في خواتيم العام ٢٠١٧ (رجب اردوجان) وزمرة من أحفاد (بديع الزمان سعيد النورسي) بقرابهم لصب جملة من اعمالهم في عمق افريقيا عبر مشاريع ومؤسسات تركيا الواعدة .. وكم يعلم الناس أن (النورسي) الذي تربى هؤلاء الاتراك الجدد على تعاليمه لم يكن لديه طريقة مخصوصة سوى أن يضرب سياجا من الايمان حول قلوب الناس لصونها من قصف العواصف .. و(اردوجان) من حفدة (النورسي) في العقل والفكرة ، فحمل لواء رسالته وانطلق بها من منصة السيادة والحكم في تركيا نحو خط الاستواء في قلب افريقيا .. اذن ، فتركيا الجديدة التي تجتاح افريقيا الان علما ومالا وعمرانا هي دولة اسلامية تؤمن بدينها وتنطلق منه .. هنا تصبح الدول اسرائيل وتركيا اندادا في ارض التنافس وعلى نفس العهد والمنطلق الديني لكليهما .. فإن صدق رجال تركيا أحفاد (النورسي) ما عاهدوا الله عليه كانت لهم الغلبة حتما واليد العليا ولكن ليست بثوب عثماني هذه المرة بل بعباءة (النورسي) الايمانية التي قاتل ابناؤه متلفحين بها في اعماق صدورهم طغيان (اتاتورك) في طمس كل ما يمت بسبب للاسلام من قريب أو بعيد في كافة مظاهر الحياة التركية وظن أنه نجح ، ولكنه لو يعلم هذا (الاتاتورك) الان في قبره انه هزم من أول لحظة اعطى فيها الماسوني (قره صوه) قرار العزل للسلطان (عبد الحميد) آخر معاقل الخلافة الاسلامية .. وأنه فشل ايضا حتى نهاية حياته في غلق محابس المد الإيماني المتدفق بالإسلام التي اطلقها (النورسي) وابناؤه من بعده ليثمر الان في الاحفاد صدقا وعزما وتوكلا على الله .. لقد قال الله تعالى (من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) .. من هنا ، يجب النظر إلى تركيا (اردوجان) اليوم وفق طريقة (النورسي) ، فلقد سلك (اردوجان) نفس مسلك (النورسي) في الاصلاح بإنبات الايمان وتعهده في الأنفس حتى تزكى دون العجلة في ضرب الظاهر من المجتمع فيحرق القديد قبل شوائه ..
د. وائل احمد خليل الكردي
Wailahkhkordi@gmail.com
ورد في اسطورة قديمة (أن أما اضاعت ولدها , فالتقت الذئبة فسألتها عنه ، فأجابت انها شاهدته ، ففرحت الام وقالت : اين هو ؟ فضحكت الذئبة وقالت : اكلته ) .. وهكذا تم أكل افريقيا فضاعت فرحة الأم بالعثور على وليدها ، ويا ليتها ما فرحت .. ولنبدأ الامر من اوله ..
لم يكن يوما قيام دولة اسرائيل هدفا بذاته وغاية ، إلا لدى بني اسرائيل وحدهم .. فدول اوروبا التي سعت واصدرت القرارات في انشاء دولة اسرائيل ، قد خالفت بذلك مبادئها الموروثة منذ عصر النهضة والتنوير ، حيث أن هذه الدول منذ الثورة الفرنسية صارت عقيدتها الرسمية هي الوضعية التجريبية التي جعلتهم يرفضون تماما اي تدخل لحق سامي أو تعاليم لاهوتية في ادارة الدول وبناء نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الاخلاقية .. لقد صار كل هذا عندهم شانا انسانيا صرفا ، ومحكوم بمجريات العلم التجريبي والحق الطبيعي والتحقق المادي ولا شيء وراء ذلك .. وحتى الولايات المتحدة الامريكية ساد فيها الفكر الأداتي البرجماتي الذي لا يؤمن بمعيار سوى النجاح في تحقيق المصلحة الشخصية بغض النظر عن القيم والاخلاق والدين .. فكيف بالله يدعون ويدعمون ويحاربون من أجل قيام دولة على كيان لاهوتي بالكامل .. اذن ، فالغرض من بناء دولة اسرائيل لدى الأوروبيين والامريكان هو بخلاف الحق اللاهوتي الممنوح لهم في الاسفار المقدسة .. وانما اقتضت المصلحة العملية لديهم أن يزرعوا كيانا في قلب الشرق الاوسط يكون مركزا للهيمنة الاقتصادية والسيادة السياسية والقيادة الادارية على منطقة تتوسط العالم وتمسك بعظم خيراته .. لذا كان لابد ان يكون الوعد بالقيام لدولة إسرائيل مزودا بضمانات الاستثمار المالي الثر .. على أن لا يكون هذا الاستثمار على ارض الاحتلال نفسها وانما على ارض لا تتطأها كثيرا ارجل الرأسمالية في العالم بصورة منفرده .. ومن هنا استغلت اسرائيل ومن ورائها أوروبا وامريكا غياب رؤوس الأموال العربية في افريقيا لتدخل هي إليها عبر شركات استثمارية متعددة الجنسيات حتى تتفرق الدماء بين الدول ، ولكنه في الاصل بمال مساهمة إسرائيلي بنسبة غالبه .. والان يأتي في خواتيم العام ٢٠١٧ (رجب اردوجان) وزمرة من أحفاد (بديع الزمان سعيد النورسي) بقرابهم لصب جملة من اعمالهم في عمق افريقيا عبر مشاريع ومؤسسات تركيا الواعدة .. وكم يعلم الناس أن (النورسي) الذي تربى هؤلاء الاتراك الجدد على تعاليمه لم يكن لديه طريقة مخصوصة سوى أن يضرب سياجا من الايمان حول قلوب الناس لصونها من قصف العواصف .. و(اردوجان) من حفدة (النورسي) في العقل والفكرة ، فحمل لواء رسالته وانطلق بها من منصة السيادة والحكم في تركيا نحو خط الاستواء في قلب افريقيا .. اذن ، فتركيا الجديدة التي تجتاح افريقيا الان علما ومالا وعمرانا هي دولة اسلامية تؤمن بدينها وتنطلق منه .. هنا تصبح الدول اسرائيل وتركيا اندادا في ارض التنافس وعلى نفس العهد والمنطلق الديني لكليهما .. فإن صدق رجال تركيا أحفاد (النورسي) ما عاهدوا الله عليه كانت لهم الغلبة حتما واليد العليا ولكن ليست بثوب عثماني هذه المرة بل بعباءة (النورسي) الايمانية التي قاتل ابناؤه متلفحين بها في اعماق صدورهم طغيان (اتاتورك) في طمس كل ما يمت بسبب للاسلام من قريب أو بعيد في كافة مظاهر الحياة التركية وظن أنه نجح ، ولكنه لو يعلم هذا (الاتاتورك) الان في قبره انه هزم من أول لحظة اعطى فيها الماسوني (قره صوه) قرار العزل للسلطان (عبد الحميد) آخر معاقل الخلافة الاسلامية .. وأنه فشل ايضا حتى نهاية حياته في غلق محابس المد الإيماني المتدفق بالإسلام التي اطلقها (النورسي) وابناؤه من بعده ليثمر الان في الاحفاد صدقا وعزما وتوكلا على الله .. لقد قال الله تعالى (من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ) .. من هنا ، يجب النظر إلى تركيا (اردوجان) اليوم وفق طريقة (النورسي) ، فلقد سلك (اردوجان) نفس مسلك (النورسي) في الاصلاح بإنبات الايمان وتعهده في الأنفس حتى تزكى دون العجلة في ضرب الظاهر من المجتمع فيحرق القديد قبل شوائه ..