(جمعية الشعراء الموتى)
وائل أحمد خليل الكردي
(جمعية الشعراء الموتى) Dead poets socity فيلم الدراما الانسانية من بطولة الممثل الفريد الذي اشتهر بالانسانيات (روبين ويليامز) فكان هو المعلم في اكاديمية (ويلتون) الثانوية المحافظة الذي صحح الفكرة عن حقيقة الشعر ، وفي تلك اللحظة التي أمر فيها تلاميذه تمزيق مقدمة كتاب النقد التي كانت تعد اقدس ما كتب في منهج النقد الشعري لدى الناطقين بالانجليزية كان ذلك الأمر بمثابة اعلان لهم أن كل شيء يمكن تحليله ونقده على هيئة الرسوم البيانية وما فيها من إحداثيات المحاور الحسابية افقياً ورأسياً .. إلا الشعر فهو لا يقاس بوصف الأشياء والوقائع من أجل أن يدركها الانسان، وإنما هو يقاس بما يجعل به الانسان يشعر بالاشياء والوقائع ويتفاعل معها، وبما يجعل الانسان يلمس حقيقته الوجدانية فيشعر إلى أي مدى هو موجود في هذه الحياة وأي قيمة تعني هي له .
إن هناك ملكة يجهلها كثير من الناس عندما يقرضون شعرا او يقرأونه .. هم يظنون الملكة الوحيدة لتذوق الشعر هي ما اسموه (ملكة التذوق الوجداني) ، وأنه لا يصح في وصفها ونقلها الى الاخرين - أي هذه الملكة - إلا ما قد وصف به القديس (اوجاستين) صناعة الله للتاريخ (أن سبل الله لا يمكن سبر غورها) ومن ثم فليس من سبيل للناس الى فهم التاريخ على الحقيقة ، فكذلك لا سبيل للناس الى فهم وجدان الشاعر وراء شعره ، ولا ضامن لدي الشاعر انه قد ابلغ ما اراد بشعره الى وجدان الناس ..
ولكن تلك الملكة التي لا يعي اكثر الناس وجودها في ذواتهم عندما يقفون أمام الشعر إبداعا وتذوقا هي (ملكة التذوق المنطقي) هي نوع رفيع من المنطق ليس هو منطق قيم الصدق والكذب وانما المنطق القائم بالذوق. هذه الملكة تمكن الناس ليس فقط من لمس وجدانهم في الشعر وانما تمكن الناقد من النقد والفيلسوف من الفلسفة .. وكذلك كل نفساني واجتماعي وسياسي واقتصادي ، وكل ذلك بانها ترسم الصور الذهنية لمجريات الحياة ، فيفهم الانسان ان للقصيد بيت له باب وحجرات وسقف .. وله مبتدئ ومنتهى وغاية وهدف وسبل يمكن سبر اغوارها .
وائل أحمد خليل الكردي
(جمعية الشعراء الموتى) Dead poets socity فيلم الدراما الانسانية من بطولة الممثل الفريد الذي اشتهر بالانسانيات (روبين ويليامز) فكان هو المعلم في اكاديمية (ويلتون) الثانوية المحافظة الذي صحح الفكرة عن حقيقة الشعر ، وفي تلك اللحظة التي أمر فيها تلاميذه تمزيق مقدمة كتاب النقد التي كانت تعد اقدس ما كتب في منهج النقد الشعري لدى الناطقين بالانجليزية كان ذلك الأمر بمثابة اعلان لهم أن كل شيء يمكن تحليله ونقده على هيئة الرسوم البيانية وما فيها من إحداثيات المحاور الحسابية افقياً ورأسياً .. إلا الشعر فهو لا يقاس بوصف الأشياء والوقائع من أجل أن يدركها الانسان، وإنما هو يقاس بما يجعل به الانسان يشعر بالاشياء والوقائع ويتفاعل معها، وبما يجعل الانسان يلمس حقيقته الوجدانية فيشعر إلى أي مدى هو موجود في هذه الحياة وأي قيمة تعني هي له .
إن هناك ملكة يجهلها كثير من الناس عندما يقرضون شعرا او يقرأونه .. هم يظنون الملكة الوحيدة لتذوق الشعر هي ما اسموه (ملكة التذوق الوجداني) ، وأنه لا يصح في وصفها ونقلها الى الاخرين - أي هذه الملكة - إلا ما قد وصف به القديس (اوجاستين) صناعة الله للتاريخ (أن سبل الله لا يمكن سبر غورها) ومن ثم فليس من سبيل للناس الى فهم التاريخ على الحقيقة ، فكذلك لا سبيل للناس الى فهم وجدان الشاعر وراء شعره ، ولا ضامن لدي الشاعر انه قد ابلغ ما اراد بشعره الى وجدان الناس ..
ولكن تلك الملكة التي لا يعي اكثر الناس وجودها في ذواتهم عندما يقفون أمام الشعر إبداعا وتذوقا هي (ملكة التذوق المنطقي) هي نوع رفيع من المنطق ليس هو منطق قيم الصدق والكذب وانما المنطق القائم بالذوق. هذه الملكة تمكن الناس ليس فقط من لمس وجدانهم في الشعر وانما تمكن الناقد من النقد والفيلسوف من الفلسفة .. وكذلك كل نفساني واجتماعي وسياسي واقتصادي ، وكل ذلك بانها ترسم الصور الذهنية لمجريات الحياة ، فيفهم الانسان ان للقصيد بيت له باب وحجرات وسقف .. وله مبتدئ ومنتهى وغاية وهدف وسبل يمكن سبر اغوارها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق