اليهودى المظلوم
وخلفيات أزمة واقعنا المعاصر
د. وائل أحمد خليل الكردي
عندما نتحدث عن منطق
موضوع ما من الموضوعات فإنما نشير بذلك الى مجموعة القواعد والمبادىء المنظمة
والمحددة لأقوال وأفعال وكيفيات الإستخدام لدى أى كيان أو فئة أو مجموعة
. والكشف عن حصيلة تلك القواعد والمبادىء يكشف بدوره عن عقل ذلك
الكيان أوالفئة أو المجموعة المعنية بها . وهنا يقوم الحديث عن العقل المحرك
لأحداث اليوم والأمس ولربما الغد فى واقعنا المعاصر بما يشعل الحروب ويدير
السياسات ويشكل المجتمعات ونعنى به عقل بنى اسرائيل .
ولفهم هذا العقل لابد من ايضاح متعلقاته بما
يلى :
أولاً / بنى اسرائيل من اليهود هم العبرانيين
المنحدرين من ابراهيم عليه السلام والمعروفين بالأسباط وارسل فيهم موسى ليكون نبيا
لهم . أما اليهودية كديانة فيبدو أنها منسوبة على الأرجح الى يهوذا احد أبناء
يعقوب وعممها على الشعب على سبيل التغليب . ولذلك نقول بأن بنى اسرائيل ليسوا هم
كل اليهود ، فبرغم من أن اليهودية ديانة اغلقت على أصحابها بعد وفاة موسى عليه
السلام إلا أنها توزعت الى فرق هى : الفريسيون وهم يعتقدون بالبعث والملائكة
وبالعالم الآخر ، والصدقيون وهم ينكرون التلمود والملائكة والمسيح المنتظر
والمتعصبون ويتصفون بالعدوانية . والكتبة والنساخ وقد عرفوا الشريعة
من خلال عملهم فى الكتابة ، والقراءون وهم لا يعترفون إلا بالعهد القديم
ولا يخضعون للتلمود . والسامريون وهم طائفة من المتهودين من غير بنى
اسرائيل ، والسبئية وهم أتباع بنى عبد الله بن سبأ الذى دخل الإسلام ليدمره من
الداخل ولكن الذين سيطروا على ادارة كل طوائف اليهود هم بنى اسرائيل وفرضوا عليهم
الاخذ بالعهد القديم بشقيه الأساسيين : التوراة وهى أسفار الأنبياء بانواعها
والتلمود وهو روايات شفاهية جمعت فى كتاب إسمه المشنا أى الشريعة المكررة ،
وقد شرحت المشنا فى كتاب إسمه جمارا .
واساس تسلط وهيمنة بنى اسرائيل هو باعتبارهم
الأصل الأول قبل موسى عليه السلام وهم مصدر التشريع اليهودى . وهذا ما يجعلنا نذهب
الى فرضية أن يهود بنى اسرائيل الأصليين هم يهود منطقة موسى عليه السلام والمرجح
أنها منطقة بلاد النوبة من خلال وقائع قصة سدنا موسى عليه السلام فى القرآن الكريم
، هذا مما يجعلنا نطرح تساؤلاً مهماً وهو أين اليهود النوبيين ( شمال السودان
وجنوب مصر ) ؟ لعله كانت هنالك نوع من التصفية السرية لليهود النوبيين من جانب يهود
اوروبا ( الاشكيناز ) لسحب صفة ( بنى اسرائيل ) والصاقها بيهود اوروبا حتى يحق لهم
عرقيا حكم الدولة الاسرائيلية بإعتبارهم اليهود الأصليين ومن ورائهم يهود الشرق (
السافرديم ) ويهود أفريقيا ( الفلاشا ) .
ثانياً / الدولة اليهودية الاسرائيلية انما تقوم
على من هم من بنى اسرائيل الذين نصبوا أنفسهم شعب الله المختار ؛ والمختار هنا
تحمل معنى إصطفاء الله لهم ومعنى الإرادة الذاتية لديهم ، فهم بذلك يكونون الشعب
الذى إختصه الله تعالى دون إرادة منه ليحملوا عنه فعل الإختيار والإرادة الحرة، بل الى درجة احتلال مرتبة الألوهية فى إدارة
الكون كله . والآخرة عندهم ليست انتقالا الى ملكوت آخر مغاير لعالمنا بل هى بعد
ممتد للعالم الذى نعيش فيه دون واسطة كما عبر عن ذلك ارثر لفجوى فى كتابه ( سلسلة
الوجود الكبرى ) .
ثالثاً / الدولة الاسرائيلية تقوم على الدعوة
الصهيونية وهى حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي الى إقامة دولة يهود بنى اسرائيل فى
فلسطين لتحكم من خلالها العالم كله .
واشتق اسمها من اسم (
جبل صهيون ) فى القدس حيث بنى داود عليه السلام قصره بعد انتقاله من حبرون (
الخليل ) الى بيت المقدس فى القرن الحادى عشر قبل الميلاد ، وهذا الاسم يرمز الى
مملكة داود واعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها . وقد
ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودى النمساوى (هرتزل) الذى يعد الداعية
الأول للفكر الصهيونى الحديث والمعاصر . ومن ثم فالصهيونية هى الحركة الفكرية
والسياسية التى تقوم على الدعوة الى سلطة بنى اسرائيل وأن باقى الطوائف من اليهود
انما هم توابع اذلاء لا أصول ، بل هم أكباش فداء لنهضة بنى اسرائيل من اليهود خاصة
، وعليه فقد تم التمييز بين طائفة بنى اسرائيل وبين غيرها من الطوائف مثل اليهود الفلاشا فى أفريقيا مثلا ، وأيضا التمييز بصورة
عرقية عنصرية على نمط أفلاطون فى الجمهورية داخل طائفة بنى اسرائيل نفسهم بين من
هم سادة واصحاب السلطة وهم فئة الأشكيناز يهود اوروبا والغرب ومن هم أشباه العبيد
الذين يوضعون فى آخر قائمة بنى اسرائيل ويتم بهم تحديد الحد الفاصل بين بنى
اسرائيل ومن دونهم من الطوائف اليهودية الأخرى .
رابعاً / هذه الدعوة الصهيونية تحقق أهدافها على
ثلاث منطلقات ومسلمات. أول هذه المنطلقات هى أن العلاقة بين الإنسان من بنى
اسرائيل والله تعالى هى علاقة الصراع الأول فى هذا الكون وذلك بوصفهم لله تعالى
كما جاء فى سفر التكوين من العهد القديم أنه على صورة الإنسان وأنه لايعلم حقيقة
ما يخلقه بيده إلا بعدما يكتمل هذا المخلوق ويتمتع بشخصية مستقلة ثم يأتى بافعال
يكتشف منها الله بعد ذلك انه كائن صالح أو غير ذلك أى أن الله لا يعلم ما سيكون
عليه الكائن قبل الفعل إلا أن يأتى هذا الكائن بالافعال بإرادة حرة غير موجهة ثم
بعد ذلك يستحسن الله الكائن أو يستقبح تماماً كما خاطب الإنسان الإله جوبيتر فى
أحد روايات جان بول سارتر عندما قال له جوبيتر ( أنا خلقتك ) فكان رد الإنسان (
نعم ، ولكن ماكان ينبغى عليك أن تخلقنى حراً ، فأنا الآن اقف معك بإرادتى على قدم
المساواة ، فإن كنت انت تخلق من عدم فأنا احيل الى عدم ) . اذن فالإرادة فى نظر
بنى اسرائيل انما هى للإنسان وانما يملك الله تعالى القوة فقط وليس الإرادة وليس
العلم ـــ تعالى الله عما يصفوه علواً كبيراً ـــ وبهذا نشأ فى ظنهم أن هنالك حالة
من الغيرة لدى الرب تجاه أبناء اسرائيل الذين شلكوا لأنفسهم بعد خطيئة آدم وخروجه
من جنة عدن مجتمعاً واحداً ولغة واحدة
وعقلا واحداً بما يكفل لهم تحقيق القوة المطلقة والعلم المطلق الذى حرمهم اياه الرب بمنع آدم فى الجنة من اكل
ثمرة شجره معرفة الخير والشر وبالقدر الضئيل الذى أكله آدم حصلت له معرفة نوعية
بالخير والشر ومفاهيم أخلاقية ومعرفية اخرى. فسرعان مابدت لهما هو وحواء سوائتهما
والتى لم تكن بادية لهما من قبل فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة لستر عورتهما
بدافع الحياء ، وهكذا أمر الرب باخراجهما حتى لا يكتمل لديهما العلم المطلق بجانب
الإرادة فتحصل لهم لهم القوة العليا . ولكن في تفسيرهم أن الرب قد اطلع على توحدهم
خارج جنة عدن فى صورة مجتمع واحد وعقل واحد وطريقة حياة واحدة وأن هذا التوحيد
كفيل بتحقيق ما كان يمكن ان تحققه لهم ثمار الشجرة المحرمة نزل اليهم كما ورد فى
سفر بابل من العهد القديم وبلبل السنتهم بقوته لكى لا يفهم بعضهم بعضاً ولا يحدث
بينهم اهم مقومات التوحد وهو الإتصال فتفرقوا فى الأرض أشتاتاً فـكان هذا هو
التطبيق الأول لقــانــون (فرق تسد ) وليصبح بنو اسرائيل من بعد ذلك شعوبا وقبائل
والسنة مختلفة وغير متوحدة حيث ان ذلك التوحد هو المحقق للقوة لديهم بما يفوق قوة
الله تعالى لأنهم يملكون فوقها العلم والارادة ولذلك وصفوا الله تعالى صراحة على
نحو ماجاء ذكره فى القرآن الكريم بأنه الفقير وهم الاغنياء وأن يد الله مغلولة
وأيديهم هى المبسوطة تعبيرا عن حرية الارادة وجاء تعبير ذلك فلسفياً على يد أرسطو
طاليس (الفيلسوف اليوناني المعروف) بقوله ان الله مكتمل فى ذاته ومكتف بذاته ولا
يحتاج الى علم الجزيئات الناقصة فى العالم لانه لا يغير به صفة نقص يدرك بها ماهو
ناقص فهو لايعلم عن الإنسان ولكن الإنسان يعلم عنه .
وثانى هذه المنطلقات ، وهو مكمل للأول وهو
إيمانهم المطلق بما أنزله الله تعالى فى القرآن الكريم فى ذكر علو بنى اسرائيل - بني اسرائيل على وجه التحديد وليس كل اليهود - مرتين فى الأرض فجاء تفسيرهم لذلك أن العلو
الثانى هو نهاية التاريخ أى نهاية التحولات التاريخية والثبات والإستقرار على
الحالة التاريخية النهائية التى تبع لها شكل وصورة تطور العالم بعدها الى
مالانهاية ، وهذا لن يتم إلا بعد أن يصير بنى اسرائيل تحت راية الدعوة الصهيونية
جسداً واحداً ولغة واحدة فبذلك تحصل لهم القوة جميعا امام الله أولاً وأمام باقى
البشر ثانياً . لهذا تطلب الأمر منهم تحقيق هذا عبر المقومات الأساسية للدولة من أرض وشعب وسلطة . ولا نحسبن
فى هذا أن تهجير اليهود من بنى اسرائيل وغيرهم من بلادهم الى فلسطين لتكون هى أرض
الميعاد وهم الشعب المختار والسلطة هى الإدارة الصهيونية .
انه كان دائما تهجيرا
طوعيا بل كان فى اكثره ، وهو ماخفى عن الناس لاول وهلة ، تهجيراً قصرياً واجبارياً
. وهنا يكون المنطلق الثالث أن الاستراتيجية السياسية فى تحقيق بروتوكولات صهيون
هى استخدام الطوائف والفئات الأخرى لليهود من غير بنى اسرائيل والذين لا يتمتعون
بالعلم والإرادة والقوة كأكباش فداء ودروع بشرية وضحايا لعبور بنى اسرائيل ذو
الهدف المنشود وربما اقتضى الأمر استخدام بعض قليل من قوم بنى اسرائيل أنفسهم عند
الضرورة القصوى كضحايا ولكنهم فى هذه الحالة يعتبرون شهداء بعكس الضحايا فى اليهود
من غير بنى اسرائيل الذين لايمكن اعتبارهم
شهداء لأنهم بحكم عرقهم وعنصرهم خلقوا ليكونوا ضحايا ومعابر بشرية فتلك هى وظيفتهم
. أما من هم من غير اليهود اصلا فقد أسست لهم الصهيونية منظمات عالمية سميت
بالماسونية والتى تعنى
( البناءون الأحرار ) وقد أقيمت لها العديد من
المحافل فى جميع أنحاء العالم لسوق وتجنيد من هم من غير اليهود أصلا لخدمة وتحقيق
بروتوكولات حكماء صهيون وهى دستور الحركة الصهيونية ، وذلك بطريقة غير مباشرة وفى
نفس الوقت ذات تأثير بالغ فى الإستراتيجية الإجتماعية لاسرائيل وجل من انتمى من
غير اليهود الى هذه المحافل الماسونية هم من مشاهير الشخصيات البارزة والمؤثرة فى
العالم والذين جاء إنتمائهم اليها بدافع من الإغراءات الاقتصادية أو الإجتماعية أو
الاعلامية أو السياسية . وقد علم القائمين على الماسونية العالمية أن تحقيق تجنيد
هؤلاء الاشخاص من غير اليهود لخدمة بروتوكولات حكماء صهيون وتنفيذها انما لابد أن
يأتى بأحذ طريقتين : أولهما هو اضعاف صله هؤلاء الاشخاص بدياناتهم الاصلية عن طريق
الدعوات الفكرية التحررية وصولا الى الالحاد الكامل . وثانيهم هو غرس فى معتقداتهم
مايدفعهم بأمر الدين أن يلبوا مطالب بنى اسرائيل طوعا أو كرها ومثل ذلك ما تم غرسه
فى عقيدة اليمين المسيحى المتطرف - وهى العقيده التى ينتمى اليها الرئيس الامريكى
جورج بوش - من اعتقاد مقدس بأن نزول المسيح الى العالم فى المستقبل مرهون تماما
بقيام دولة بنى اسرائيل فى فلسطين .
ولعلنا نرى من جهة أخرى فيما قد تظهره
ملفات الاستخبارات العسكرية لدول الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية أن المحرقة
اليهودية الشهيرة هى بالكلية صنيعة اسرائيلية وذلك أن القائمين على أمر الحركة
الصهيونية قاموا بدفع العشرات من اليهود الى النازية فى المانيا بقيادة هتلر
لابادتهم فى المحارق وذلك لهدفين : اولهما اكتساب التعاطف العالمى والاعانات
والتدبير الكافى لاقامة دوله اسرائيل من جهة، ومن جهة ثانية تزكيه عقدة الذنب لدى
اوروبا لتدفع لإسرائيل كل بضعة اعوام مليارات الدولارات تكفيرا عن تلك المحرقة .
والهدف الثانى، وهو لايقل أهمية عن الاول، اجبار المواطنين والرعايا اليهود في
اوروبا وغيرها الى الهجرة والتجمع قهرا فى ارض فلسطين . واصحاب الدعوة الصهيونية
رغم انهم يؤمنون بما جاء فى القران الكريم من علوهم فى الارض الا انهم يحرفون
الكلام عن مواضعه بجعل هذا العلو الاخير علوا نهائيا ومستمرا ودائما لامنتهى له
بعد حصول القوة لهم بجانب العلم والارادة بفعل اجتماعهم وتوحدهم بما لايمكن الرب
من بلبلتهم وتشتيتهم فى ارجاء الارض مرة اخرى .
خامساً / من هذا الاستقراء السريع للمنطق الصهيونى
فإننا نخلص الى الاشارة الى بعض ما حدث فى الآونة الأخيرة . واعنى بذلك اولاً
ماحدث كنتيجة للرسوم الكاريكاتورية على النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، والملاحظ
فى هذا الامر أنه قد جاء بعد دراسة وافية لطبيعة عقل المسلم العربي والشرقى على
وجه التحديد . فبنوا اسرائيل قد علموا انه اذا صدرت هذه الرسوم فى صحيفة مستقلة وليست فى بيان
حكومى رسمى وفى بلد مسالم وبعيد عن اثارة المشكلات كالدنمارك في نفس الوقت الذى
فيه يعتبر الشرق الأوسط من اكبر الأسواق للمنتجات الدنماركية ، نقول ان صدور هذه
الرسوم تحت هذه العناصر ستؤدى حتماً الى اشتعال ثورة الإنفعال العربى والشرقى
المسلم كما هى العادة لدى العرب والشرقيين ولكن بحساب أن هؤلاء العرب والشرقيون
ليس لديهم من القوة العسكرية ولا السلطة القوية ما يمكنهم من محاربة بلد اوروبى لذلك
فإنهم لامحالة سيلجاؤن الى مافى أيديهم وكل مافى وسعهم فعله وهو المقاطعة
الإقتصادية بحماسة عاطفية غير متعقلة وهو بالضبط المطلوب من بنى اسرائيل ، ففى
اللحظة التى يغيب فيها الإستهلاك الإقتصادى العربى والشرقى عن أوروبا ينفتح الباب
على مصرعيه أمام أسواق ومصادر أخرى للتسويق والإستهلاك الإقتصادى وهى بالطبع مصادر
يحركها الاسرائليون من تحت الغطاء وتعلن عن نفسها بأشكال بعيدة تماما عن اسرائيل ،
وهذه خطوة مكملة لما قد بدأته اسرائيل من استثمارات ضخمة فى أفريقيا مستغلة بذلك
غياب رأس المال العربى والشرقى فيها .
والإشارة الثانية هى الى الحرب فى غزة ، فالربما
كانت هذه الحرب فى هذا التوقيت تحديدا بنهاية رئاسة الحليف الأكبر لاسرائيل جورج
بوش الابن للولايات المتحدة الأمريكية ، فذلك لأنهم يرون أن من سيأتى الى الرئاسة
بعده هو من ذوى العرق الافريقى الأسمر والذى يحمل فى طى فطرته نوعاً من عاطفة
الثأر العرقى القديم للسود المضطهدين ، وعلاقة ذلك باسرائيل هو ماقد حدث من ثورة
لليهود الفلاشا فى اسرائيل قبيل حرب غزة بأيام مطالبين بادميتهم وحقوقهم فى
المجتمع الاسرائيلى الذى هاجروا اليه قصرا باتفاقات سياسية لا ناقة لهم فيها ولا جمل الأمر
الذى فضح بصورة مشينة وساخرة أن اسرائيل هى الأكثر تعصباً وعنصرية وتفرقة بين العرق
الأبيض والأصفر والأسود .
ولعلنا نختم مقالتنا هذه بملاحظة أن
اسرائيل تعتمد فى ادارتها لأهدافها على مبدأ نقل الصراع وما يتبع ذلك بالضرورة من
نقل الرأى العام بالكلية نحو المنطقة المنقول اليها الصراع ، وماحدث فى أيام حرب
غزة ماهو الا نقل للصراع كواحدة من أهداف هذه الحرب من باقى المناطق الاستراتيجية
فى فلسطين وتركيز هذا الصراع فى منطقة غزة التى لا تخدم كثيراً فى الوقت الراهن
على الأقل الاغراض الاستراتيجية لاسرائيل وتبعا لذلك تم نقل واختزال الرأى العام
العالمى كله بصورة انفعالية وعاطفية نحو احداث غزة فحسب لعدد قليل من الايام
ولكنها كافية تماماً لتحقيق ماستكشف عنه الأيام القادمة وربما السنوات القادمة من
عمليات مهمة تجريها اسرائيل فى القطاعات الأخرى من فلسطين المحتلة تخدم بها
الأغراض الصهيونية ، ولكن ما يخشى هو أن يأتى هذا الكشف بعد فوات الأوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق